مصر: مراسلون بلا حدود تدين مصادرة صحيفة "المصريون"
انضمت جريدة "المصريون" إلى قائمة ضحايا الحملة القمعية الرامية إلى القضاء على الأصوات الناقدة في المشهد الإعلامي المصري: فبعد مصادرة ممتلكاتها وأصولها، ستصبح هذه الصحيفة الآن تحت سيطرة الحكومة بشكل كامل. وفي هذا الصدد، تدعو مراسلون بلا حدود السلطات المصرية إلى إلغاء هذا الإجراء التعسفي.
بعد أسبوع من صدور قرار لجنة وزارة العدل المعنية بالتحفظ والحصر والإدارة والتصرف فى أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين، اقتحمت قوات الأمن مقر جريدة "المصريون" المحلية يوم الاثنين 24 سبتمبر/أيلول، وصادرت أجهزتها ومعداتها.
وفي هذا الصدد، قالت صوفي أنموث، مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، "إن مصادرة جريدة المصريون إجراء تعسفي يجب إلغاؤه"، مضيفة أن "السلطات المصرية تُثبت مرة أخرى عدم قابليتها للنقد، مهما كان معتدلاً"، موضحة في الوقت ذاته أن "أي شخص وأي منبر إعلامي لا يُعجِب الحكومة بات يُتَّهم تلقائياً بدعم الإخوان المسلمين، وهذا سبب كافٍ لاستهدافه".
هذا وقد عُينت صحيفة أخبار اليوم الحكومية لتولي إدارة جريدة "المصريون"، مما سيترتب عنه تغيير في السياسة التحريرية لهذه الأخيرة، كما كان الحال العام الماضي بالنسبة لصحيفة ديلي نيوز إيجيبت (الصادرة باللغة الإنجليزية). وفي تصريح لصحيفة كاتب المصرية، قال جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون" - الذي يوجد في الخارج حالياً - إنه تواصل مع نقيب الصحفيين المصريين (المقربة من الحكومة الحالية)، حيث طالب بتدخل النقابة لصالح جريدته، لكن دون جدوى.
وتأتي هذه المصادرة ضمن سياق تواصل فيه السلطات المصرية تشديد سيطرتها على الصحافة والتلفزيون والإنترنت، وهو التوجه الذي تعكسه قوانين الإعلام الجديدة السالبة للحرية.
يُذكر أن مصر تقبع حالياً في المركز 161 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق من هذا العام، علماً أن ما لا يقل عن 39 صحفياً وصحفياً-مواطناً ومدوناً مازالوا قيد الاعتقال بسبب عملهم الإعلامي. كما أن الصحافة المستقلة تحتضر في البلاد، خاصة مع حجب مئات المواقع على الإنترنت منذ العام الماضي، حيث لا يستطيع القراء بالكاد الوصول إليها.