مركز منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة في بيروت: "عندما تكون صحفيًا، يجب أن تكون قادرًا على تجهيز نفسك بمُعدات الحماية"

في لقاء أقيم بمركز حرية الصحافة الذي افتتحته منظمة مراسلون بلا حدود في بيروت، تحدَّث عدد من الصحفيين المحليين عن مخاوفهم واحتياجاتهم في ظل المخاطر المتزايدة الناجمة عن الحرب في غزة وتداعياتها على جميع أنحاء المنطقة، إذ بات الفاعلون الإعلاميون في المنطقة بحاجة إلى معدات الحماية والوصول الآمن والموثوق إلى خدمة الإنترنت والحصول على الدعم النفسي كذلك.

"يُظهر مقتل الصحفيين الثلاثة الذين سقطوا في غارات إسرائيلية على لبنان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أن تداعيات الحرب في غزة تمتد لتشمل المنطقة برمتها، إذ بات من الواضح أن هناك حاجة ماسة وعاجلة لمساعدة الصحفيين الذين يغطون الحرب في جميع أنحاء المنطقة. وفي هذا الصدد، نحن نُجدِّد دعوتنا لحماية الصحفيين والوقوف إلى جانبهم حتى يتمكنوا من مواصلة القيام بعملهم بأمان، إذ افتتحت مراسلون بلا حدود مركزاً لحرية الصحافة في بيروت للاستجابة لما عبَّر عنه الصحفيون من احتياجات فيما يتعلق بالمعدات والدعم والمساعدة.

جوناثان داغر
مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود

في حديث خصَّ به منظمة مراسلون بلا حدود، أكد أرتور سارادان، مراسل صحيفة ليبراسيون الفرنسية، أن "كل شيء تغيَّر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول"، وهو الطرح الذي تتفق معه ندى موكورون عطا الله، حيث قالت مراسلة صحيفة "ذا ناشيونال" الناطقة باللغة الإنجليزية: "لقد فهمنا بسرعة أن الوضع أصبح خطيراً". ذلك أن تداعيات الحرب على غزة تمتد لتشمل المنطقة برمتها، علماً أنها تنعكس بالخصوص على أهل الصحافة في لبنان.

ففي سياق تغطية الأحداث الجارية على الميدان، قُتل ثلاثة صحفيين في جنوب لبنان، الذي يشهد اشتباكات متكررة بين حزب الله وإسرائيل. فقد قتل الجيش الإسرائيلي صحفي رويترز، عصام عبد الله، في غارة عسكرية بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول، ثم عاد بعد ذلك بشهر ليقتل صحفيَي قناة الميادين،  فرح عمر وربيع المعماري.

وقال أرتور سارادان في هذا الصدد إن "الجيش الإسرائيلي يبعث برسالة مفادها أن هذا الوضع لا يَسلَم منه أي صحفي في المنطقة"، مضيفاً أن هذا المناخ الأمني الخطير ونقص مُعدات الحماية هو ما يدفع "العديد من الصحفيين إلى الامتناع عن الذهاب إلى جنوب البلاد في الفترة الحالية".

بالتعاون مع شريكتها المحلية شبكة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" (أريج)، عملت المنظمة على إعداد مراكز عمل مفتوحة ومجهزة في غزة للصحفيين بالإضافة إلى تزويد المراسلين بمعدات العمل والمستلزمات المهنية والضروريات الأساسية. وفي 21 مارس/آذار، افتتحت المنظمة مركزاً إقليمياً لحرية الصحافة بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، وهي مؤسسة شريكة لمنظمة مراسلون بلا حدود منذ سنوات عديدة.

يُذكر أن منظمة مراسلون بلا حدود افتتحت مركز بيروت بهدف مساعدة الصحفيين الذين يحتاجون للعمل بمكان آمن ومجهَّز بخدمة الإنترنت، كما يوفِّر لهم مُعدات الحماية اللازمة (السترات الواقية من الرصاص والخوذات وأدوات الإسعافات الأولية، وما إلى ذلك)، فضلاً عن إمكانية الحصول على الدعم النفسي والقانوني والتدريب في مجال السلامة الجسدية والأمن والرقمي.

وفي تصريح أدلت به خلال مراسم افتتاح مركز بيروت، قالت مراسلة الجزيرة،  كارمن جوخدار، التي كانت ضمن الصحفيين الستة الذين أصيبوا بجروح خطيرة في الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة عصام عبد الله في جنوب لبنان يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023: "يقول لي البعض إن السترة لم تنفع لحماية عصام، لكنني أجيبهم بأن السترة حمتني، وحمت زميلي إيلي براخيا كما حمت زميلنا ديلان كولينز".

Image
140/ 180
٤١٫٩١ :مجموع
Image
101/ 180
٥٣٫٢٣ :مجموع
Publié le