مراسلون بلا حدود تطالب السلطات المالطية بكشف الحقيقة حول اغتيال المدونة دافني كاروانا غاليزيا
اغتيلت دافني كاروانا غاليزيا إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارتها، علماً أن هذه الصحفية والمدونة المالطية هي من كانت وراء اتهامات الفساد التي دفعت إلى إجراء انتخابات مبكرة في بلادها شهر يونيو/حزيران الماضي. وإذ تُعرب مراسلون بلا حدود عن بالغ صدمتها، فإن المنظمة تحث السلطات المالطية على إجراء تحقيق شامل ومستقل في هذه الجريمة.
لقيت دافني كاروانا غاليزيا مصرعها يوم الاثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارتها التي كانت تقودها بالقرب من منزلها في بيدنيجا، شمال جزيرة مالطا.
وكانت هذه الصحفية الاستقصائية المتخصصة في قضايا الفساد قد نشرت على مدونتها عدة مقالات حول تورط بعض أقارب رئيس الوزراء جوزيف موسكات في فضيحة أوراق بنما، حيث اتُّهمت زوجته ميشيل موسكات بفتح حساب في بنما لتلقي رشاوى من أذربيجان مقابل حصول بنك أذربيجاني على ترخيص لدخول السوق المصرفية في مالطا.
وفي هذا الصدد، قالت بولين أديس-ميفيل، رئيسة قسم منطقة الاتحاد الأوروبي ودول البلقان في منظمة مراسلون بلا حدود، إننا نشعر بغضب شديد إزاء اغتيال دافني كاروانا غاليزيا ونتقدم بخالص تعازينا إلى عائلتها وذويها، مضيفة أن منظمة مراسلون بلا حدود كانت قد أدانت في فبراير/شباط الماضي الهجمات التي تعرضت لها الصحفية الاستقصائية التي تم تجميد حساباتها المصرفية الشخصية في أعقاب كشفها لتلك المعلومات، مضيفة في الوقت ذاته أن منظمة مراسلون بلا حدود تحث السلطات المالطية على تسليط الضوء على هذا الاغتيال وكشف المسؤولين عن مقتلها، معتبرة أن هذا اليوم هو يوم مظلم في تاريخ الديمقراطية وحرية التعبير والصحافة المالطية.
هذا وكانت دافني كاروانا غاليزيا قد تقدمت بشكوى إلى الشرطة قبل أسبوعين من اغتيالها، وذلك على خلفية التهديدات التي تلقتها، بحسب ما ذكرت عدة وسائل إعلام مالطية دون تقديم مزيد من التفاصيل.
يُذكر أن مدونتها باللغة الإنجليزية Running Commentary كانت من أكثر المواقع زيارة في مالطا، إذ غالباً ما كانت تحظى بمعدل قراءة يفوق ذلك الذي تحققه الصحف المحلية، علماً أن هذه الأخيرة كانت تنشر مقالاتها وتحقيقاتها من حين لآخر.
وقبل أقل من ساعة من مقتلها، نشرت دافني كاروانا غاليزيا مقالة أخيرة على مدونتها حول قضية فساد تتعلق بسياسي مالطي.
هذا وتحتل مالطا حالياً المرتبة 47 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.