مراسلون بلا حدود تدين إعدام مصور عراقي على يد الدولة الإسلامية
أعدم تنظيم الدولة الإسلامية الإعلامي العراقي محمد رعد العزاوي، مصور قناة سما صلاح الدين، جنباً إلى جنب مع شقيقه ومدنيَين اثنَين آخرَين في سمرة المحاصرة.
وكان محمد رعد العزاوي - 37 عاماً وأب لثلاثة أطفال – قد اختُطف على يد الجماعة الجهادية قبل ما يزيد عن شهر في قرية سمرة (شرق تكريت، محافظة صلاح الدين)، حيث تلقى تهديدات بقطع رأسه بعد رفضه التعاون مع الجماعة الإسلامية. وفي يوم 10 أكتوبر\\تشرين الأول 2014، أُعدم مصور قناة سما صلاح الدين مع شقيقه وشخصين آخرين أمام الملأ بعد صلاة الجمعة.
وفي هذا الصدد، قالت لوسي موريون، مديرة البرامج في منظمة مراسلون بلا حدود، إن عمليات الإعدام المرتكبة في حق الصحفيين دون محاكمة وبشكل مسترسل تدخل في عداد جرائم الحرب، مضيفة أن الدولة الإسلامية تتمادى في سياستها الدموية، حيث لا تتوانى عن تصفية كل من يرفض المساهمة في الدعاية لصالحها. ذلك أن الصحفيين الذين يرفضون الرضوخ لهؤلاء المجاهدين يواجهون خطراً حقيقياً على حياتهم في حال ممارسة مهنتهم، بينما أصبحت الأخبار في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة نادرة بشكل متزايد - سواء في العراق أو في سوريا.
هذا وقد أوقفت معظم وسائل الإعلام الرسمية والخاصة برامجها ومنشوراتها في الأراضي التي تحتلها الدولة الإسلامية بعد تلقي وابل من التهديدات والضغوط، علماً أن عديداً من العاملين في تلك المؤسسات الإعلامية إما اعتُقلوا أو طُردوا أو اختُطفوا أو هُددوا بصورة شخصية. وتسعى الدولة الإسلامية إلى احتكار المعلومات، بل والتلاعب بها، في الأراضي التي تغزوها، إذ لم يعد من الممكن تناقل الأخبار بحرية، بينما يُظهر الصحفيون شجاعة كبيرة عندما يجرؤون على تغطية الأحداث على أرض الواقع أو تبادل المعلومات ومشاركتها. يُذكر أن سبعة عشر صحفياً عراقياً على الأقل، بين محترفين وهواة، لقوا مصرعهم في الأشهر العشرة الماضية، علماً أن ثلاثة منهم قُتلوا منذ بداية الهجوم الذي شنته الدولة الإسلامية في يونيو\\حزيران بشمال العراق. هذا وقد انقطعت أخبار عدد من الصحفيين والإعلاميين في مختلف المدن الواقعة تحت سيطرة تلك الجماعة الجهادية.مقتل مصور عراقي في محافظة الأنبار
قُتل المصور العراقي عماد عامر لطوفي، الذي يعمل في قسم إعلام شرطة الأنبار، يوم 12 أكتوبر\\تشرين الأول في انفجار قنبلة استهدفت موكب قائد الشرطة أحمد صداك، الذي لقي حتفه بدوره في الهجوم المسلح. وكان الصحفي يرافق قوات الأمن خلال العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على منطقة طوي الواقعة في شمال غرب الرمادي (عاصمة المحافظة) بعد وقوعها في أيدي المحاربين الجهاديين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية، علماً أن الهجوم شهد إصابة خمسة من رجال الشرطة أيضاً.
يُذكر أن بعض المناطق العراقية التي أصبحت خاضعة لسيطرة الجهاديين، مثل الفلوجة والرمادي (محافظة الأنبار) والموصل (محافظة نينوي) أو سمرة (محافظة صلاح الدين)، أضحت بمثابة ثقب سوداء على الصعيد الإعلامي.