محنة الصحفيين العراقيين مستمرة تحت سياط الدولة الإسلامية
تُعرب مراسلون بلا حدود عن قلقها العميق بشأن مصير الصحفي العراقي رعد محمد العزاوي، الذي أقدمت الدولة الإسلامية على اختطافه يوم 7 سبتمبر\\أيلول 2014 مهددة بقتله ذبحاً. فمنذ الهجوم الذي شنته داعش على العراق في يونيو\\حزيران، يجد الصحفيون أنفسهم عُرضة للفراغ القانوني والأمني الذي يعم البلاد أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا الصدد، قالت فرجيني دانغل، نائبة مديرة الأبحاث لدى منظمة مراسلون بلا حدود، إن الدولة الإسلامية تلجأ، منذ قيامها، إلى سياسة مبنية على إرهاب الصحفيين وترهيبهم. فمن خلال عمليات الخطف والإعدام المرتكبة في حق الإعلاميين، وضعت المنظمة الإرهابية آلية حقيقية لتصفية كل من يرفض مبايعتها.
يعمل رعد محمد العزاوي مصوراً لقناة صلاح الدين، وقد اختُطف يوم 7 سبتمبر\\أيلول 2014 في قرية سمارة (محافظة صلاح الدين، شمالي بغداد) على أيدي أفراد الدولة الإسلامية، الذين احتجوا حوالي عشرين مواطناً عراقياً كانوا برفقته. وتأتي عملية الاختطاف هذه تنفيذاً لما توعدت به المنظمة الجهادية، حيث كانت داعش قد أرسلت تهديداً للمراسل بعدما رفض العمل لصالحها.
وفي 15 أغسطس\\آب، خطفت الدولة الإسلامية الصحفي أحمد خلف الدليمي- المعروف باسم باسم أحمد الوطني- في محافظة تكريت، علماً أن مصيره لا يزال مجهولاً منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع.
وفي هذا السياق، أعرب مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيي (منظمة عراقية غير حكومية مقرها في السليمانية، كردستان العراق) عن بالغ قلقه إزاء اختطاف الصحفي طارق صلاح شنكالي يوم 13 أغسطس\\آب، علماً أن هناك بعض المعلومات المتضاربة الواردة عن أقارب هذا الناشط اليزيدي، حيث هناك من يؤكد مقتله بعد وقت قصير من اختطافه، بينما تفيد مصادر أخرى أنه لا يزال في قبضة الدولة الإسلامية.
من جهته، يؤكد مرصد الحريات الصحفية - شريك مراسلون بلا حدود في العراق - المعلومات بشأن التهديد الذي أصدرته الدولة الإسلامية، اسمياً وعلنياً، ضد تسعة صحفيين في محافظتي الموصل وصلاح الدين، حيث منحتهم المنظمة الجهادية مهلة زمنية، تحت طائلة الإعدام، للتوقف عن نشاطهم الإعلامي والانضمام إلى صفوفها. وعلاوة على ذلك، تدور شائعات بشأن استيلاء داعش على ملفات رقمية تضم معلومات شخصية عن الصحفيين في محافظات الموصل وصلاح الدين.
وفي 1 سبتمبر\\أيلول، هاجم مسلحون مجهولون منزل مراسل قناة الحرة ميثم الشيباني في مدينة الديوانية (جنوب بغداد)، مما خلف أضراراً مادية جسيمة، ولكن دون حدوث إصابات. وأمام هذا الوضع المقلق، جاء رد اليونسكو، من خلال مديرها في العراق، أكسل بلاث، الذي دق ناقوس الخطر حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون العراقيون، مجدداً تأكيده في الوقت ذاته على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لضمان سلامتهم.
هذا وتدفع وسائل الإعلام ثمناً غالياً في ظل الفوضى التي تعم العراق حالياً. ففي 24 أغسطس\\آب، تعرض مكتب قناة الفيحاء، الواقع في محافظة البصرة (600 كم جنوب بغداد)، لهجوم بعبوة صوتية نفذه مسلحون مجهولون، لكن دون وقوع أية إصابات.