لبنان: مراسلون بلا حدود تدعو إلى تحقيق دولي محايد في اغتيال لقمان سليم

تدعو مراسلون بلا حدود إلى فتح تحقيق دولي محايد في اغتيال لقمان سليم، بعد عدم ظهور أي نتائج ملموسة من التحقيقات الرسمية في القضية، وذلك رغم مرور عامين كاملين على هذه الجريمة التي أودت بحياة الصحفي والكاتب اللبناني.

لم يظهر بعد أي مؤشر عن قاتل لقمان سليم ولا حتى مشتبه به بعد عامين من اغتيال الصحفي والكاتب في لبنان بتاريخ 4 فبراير/شباط 2021، إذ لا تزال التحقيقات الرسمية تراوح مكانها على الرغم من الشكوك العديدة التي تلقي بظلالها على أعضاء حزب الله الذين هددوا الإعلامي اللبناني على خلفية تعليقاته الناقدة للحزب. ففي لبنان لم يعد استثناءً اغتيال الصحفيين وسط إفلات تام من العقاب، إذ باتت هذه الظاهرة مألوفة في البلاد.

وفي هذا الصدد، قال جوناثان داغر، مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود،

"إذا لم يُقدَّم المسؤولون عن اغتيال لقمان سليم إلى العدالة، فإن غيره من الصحفيين قد يلقون نفس المصير. ففي ظل الشلل الذي يصيب نظام القضاء المحلي تحت وطأة التدخلات السياسية، ندعو إلى إجراء تحقيق دولي محايد لإحقاق العدالة وإنصاف لقمان سليم ووضع حد لمناخ الإفلات من العقاب الذي يهدد حرية الصحافة في لبنان".

ذلك أن التحقيقات الأولى انتهت عام 2021 دون الكشف عن أي مشتبه بهم، إذ أكد أقارب الضحية أن الشرطة تجاهلت إلى حد كبير التهديدات التي أطلقها أعضاء في حزب الله مكتفية بالتساؤل عما إذا كان هناك دوافع شخصية وراء ارتكاب الجريمة. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أُرسل الملف إلى القاضي شربل أبو سمرة بمحكمة بيروت، الذي يواصل التحقيق ومن المقرر أن يعقد عدة جلسات أخرى، علماً أن الجلسة التالية حُددت بتاريخ 7 فبراير/شباط.

وفي اتصال أجرته معها مراسلون بلا حدود، أعربت زوجة لقمان سليم والصحفية السابقة مونيكا بورغمان عن عدم تفاؤلها بشأن قدرة القضاء اللبناني على المضي قدماً في القضية، حيث أوضحت بنبرة قاطعة: "حتى لو كان القاضي عازماً على الذهاب حتى نهاية المطاف، وحتى لو أظهر إشارات على أنه مستعد للمضي قدماً في هذا الملف، فهل هو قادر على العمل بحرية؟ أشك بذلك".

وبحسب موسى خوري، المحامي المكلف بالقضية، فإن القاضي يفعل ما في وسعه رغم السياق السياسي المعقد والنظام القضائي الآخذ في الانهيار. وقال المحامي في حديث لمراسلون بلا حدود: "لقد ظل لقمان يدعو طوال حياته إلى وضع حد للإفلات من العقاب، وإنهاء هذا النظام الذي يجعل من الممكن حدوث الجرائم دون أن تكون لها أي تبعات. وسوف نعمل جاهدين على تحقيق تلك الأمنية. هناك سابقة لكل شيء، ونحن نتعهد بتقديم مرتكبي هذه الجريمة للعدالة".

ففي 28 يناير/كانون الثاني 2022، أي بعد مرور عام على اغتيال لقمان سليم، وجهت مراسلون بلا حدود رسالة ادعاء إلى الأمم المتحدة بشأن هذه الجريمة الشنعاء، حيث أعربت المنظمة عن بالغ قلقها إزاء سلامة الصحفيين التي تزداد تدهوراً في لبنان، مطالبة بالحرص على اتخاذ سلطات البلاد كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمنهم وتوفير الحماية الضرورية لهم.

وبمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال الصحفي والمحلل السياسي، تقيم عائلته حفل تأبين في فيلا سليم في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، بين 3 و5 فبراير/شباط 2023، تحت عنوان "العدالة ولو سقطت السّماوات"، وذلك "للاحتفاء بلُقمان وفكره وشجاعته... لكن أيضًا للتأكيد على الضرورةِ المُلِحَّة لإنهاء سياسية الإفلاتِ من العقاب، عدلاً للُقمان وخلاصًا لغيرِهِ".

Image
140/ 180
٤١٫٩١ :مجموع
Publié le