خلال ستة أشهر فقط، قُتل أكثر من 100 صحفي في قطاع غزة المغلق: أين هو المجتمع الدولي؟

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 105 صحفيين، علماً أن 22 منهم على الأقل لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم، إذ لا يزال الوصول إلى غزة مستحيلاً تحت القصف اليومي، بينما يتواصل إجلاء المراسلين تدريجياً. وفي هذا الصدد، تطالب مراسلون بلا حدود المجتمع الدولي مرة أخرى بتكثيف الضغط على إسرائيل لوقف هذه المجزرة وبذل كل الجهود الممكنة لحماية الصحافة الفلسطينية.

يؤكد جل الصحفيين الغزاويين الذين تحدَّثوا إلى منظمة مراسلون بلا حدود أن "الحماية" هي أهم ما يحتاجه اليوم أهل المهنة في القطاع الذي أصبح محاصراً بالكامل، حيث يعيشون في رعب يومي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهم الذين يقفون شاهدين على مقتل أقاربهم وزملائهم كل يوم. وفي هذا السياق، قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 105 صحفيين حتى الآن في غزة، وفقاً للأرقام التي توصلت إليها مراسلون بلا حدود، علماً أن 22 منهم على الأقل لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم.

 ورغم الدعوات المتكررة لفتح معبر رفح من مختلف المنظمات غير الحكومية، ومن بينها مراسلون بلا حدود، إلا أن دخول قطاع غزة لا يزال مقتصراً على الصحفيين الذين يرافقون القوات العسكرية الإسرائيلية، علماً أن دخول هؤلاء المراسلين مشروط بعدم تخطي المناطق التي تأذن لهم إسرائيل بتغطيتها، بينما لم يتم إجلاء سوى عدد قليل من الصحفيين الغزاويين.

 "قُتل أكثر من 100 صحفي خلال ستة أشهر في غزة. يجب أن تتوقف هذه المجزرة. يجب توفير الحماية للصحفيين في غزة. لا بد من إجلاء المراسلين الراغبين في مغادرة القطاع، كما يجب فتح المعابر المؤدية إلى القطاع حتى تتمكن وسائل الإعلام الدولية من دخوله. ذلك أن المراسلين القلائل الذين تمكنوا من المغادرة يصفون نفس الواقع المروع، الذي يتعرض فيه الصحفيون للهجمات الإسرائيلية ويُصابون بجروح، بل ويلقون حتفهم… يعمد الجيش الإسرائيلي إلى إسكات كل من يدفعهم واجب نقل صورة الواقع في الميدان. وفي هذا الصدد، تدعو مراسلون بلا حدود المجتمع الدولي وقادته وحكوماته إلى بذل كل الجهود الممكنة لتكثيف الضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه المجزرة، فإن حماية الصحافة الفلسطينية ضرورة مُلحة ومسألة طارئة.

جوناثان داغر
مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود

التقت مراسلون بلا حدود في الدوحة بكل من وائل الدحدوح، وهو صحفي بارز في قناة الجزيرة، ومحمود الهمص، مراسل وكالة فرانس برس، وعُلا الزعنون، مراسلة منظمة مراسلون بلا حدود، وابنها موسى الزعنون، وهو صحفي مستقل، وجميعهم تم إجلاؤهم من غزة. ويروي هؤلاء الصحفيون المخاطر التي تنطوي عليها مواصلة التغطية الإعلامية في سياق الحصار التام الذي يطال قطاع غزة. وقالت عُلا الزعنون في هذا الصدد: "شعرنا أن المسؤولية أصبحت ملقاة على عاتقنا لنقل المعلومات إلى العالم". من جهته، ذكَّر ابنها موسى الزعنون بالواقع المرير الذي يعيشه الغزاويون، حيث أوضح المراسل البالغ من العمر 24 عاماً: "يُقتل أو يُصاب صحفي كل يوم. كنتُ أخاف باستمرار من فقدان أبي أو أمي أو فقدان حياتي، لكنني فهمت أنه من واجبي أن أنقل ما يجري".

يُذكر أن هؤلاء المراسلين تم إجلاؤهم من غزة بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، علماً أن المدنيين كانوا يخشون من الاقتراب منهم أو الوقوف إلى جانبهم من شدة الخوف من استهدافهم بغارات إسرائيلية. وقال المصور محمود حمص في هذا الصدد: "عند إخلاء مدينة غزة [في أكتوبر/تشرين الأول]، كان بعض الناس يطلبون مني عدم التواجد بجانبهم، خوفا من أن يتم استهدافي لأني صحفي، وهناك من رفضوا استئجار منازلهم لنا سواء للإقامة فيها أو للعمل بها أو لنيل قسط من الراحة داخلها، لأنهم كانوا مقتنعين أشد الاقتناع بأن جميع الصحفيين في غزة كانوا مستهدفين".

Image
101/ 180
٥٣٫٢٣ :مجموع
Image
157/ 180
٣١٫٩٢ :مجموع
Publié le