تنظيم الدولة يستخدم الصحفي البريطاني المحتجز جون كانتلي في تقرير إخباري دعائي
نشر تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت يوم 27 أكتوبر\\تشرين الأول شريط فيديو آخر للرهينة جون كانتلي، المحتجز لدى الجماعة الجهادية منذ نوفمبر\\تشرين الثاني 2012. ويظهر الصحفي البريطاني في التصوير الجديد وكأنه يقدم تقريراً إخبارياً من بلدة كوباني السورية، حيث يروج لرواية الدولة الإسلامية بشأن الوضع الحالي في الحرب التي تدور رحاها بين التنظيم والمقاتلين الأكراد المدعومين من قوات التحالف الدولي.
ويُظهر التسجيل جون كانتلي قرب الحدود السورية مع تركيا في مشهد شبيه بسيناريو التقارير الإخبارية، حيث بدا الصحفي البريطاني مرتدياً لباساً أسود اللون وهو يخاطب الكاميرا نافياً أي تراجع للجماعة الجهادية في كوباني، على عكس ما تؤكده وسائل الإعلام الغربية، موضحاً أن المعلومات المتداولة في أوساط الرأي العام الدولي نابعة من مصادر محدودة تقتصر على المقاتلين الأكراد أو البيت الأبيض، في ظل غياب وسائل الإعلام الغربية على الميدان.
وقال كانتلي لا أرى أي صحفي غربي هنا، وكأن لسان حاله يقول إن تنظيم الدولة الإسلامية ليس المسؤول الأكبر عن التعتيم التام في المناطق الخاضعة لسيطرته، والتي أصبحت بمثابة ثقوب سوداء لوسائل الإعلام، بسبب الترهيب المقيت الذي يمارسه.
وتستنكر مراسلون بلا حدود نشر هذا الفيديو الجديد، حيث قال كريستوف ديلوار، الأمين العام للمنظمة المدافعة عن حرية الإعلام، إن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم بكل نذالة عمل جون كانتلي لخدمة مصالحه الدعائية، موضحاً في الوقت ذاته أن هذه الجماعة تتمادى دون رحمة في ارتكاب جرائم الحرب وسط إفلات تام من العقاب. فبسبب الضغوط النفسية التي أُخضع لها، لم يعد أمام جون كانتلي من خيار سوى التعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سبق له أن قتل بكل همجية بعض الرهائن والإعلاميين الذين رفضوا المشاركة في هذه الحرب الإعلامية. يجب إطلاق سراح جون كانتلي في أقرب وقت والتوقف عن استخدامه في محاولات التضليل الإعلامي الذي ينتهجه تنظيم الدولة الإسلامية.
يُذكر أن جون كانتلي، الذي اختُطف مع زميله جيمس فولي في نوفمبر\\تشرين الثاني 2012، سبق له أن ظهر في عدة تسجيلات مصورة ، إذ نُشر الفيديو الأول يوم 18 سبتمبر\\أيلول 2014 وظهر فيه الصحفي جالساً لوحده أمام طاولة ومرتدياً قميصاً برتقالي اللون، يشبه زي معتقلي غوانتانامو والرهائن الآخرين الذين تم إعدامهم سابقاً، حيث انتقد الحكومتين الأميركية والبريطانية وقوات التحالف الدولي التي انضمت إلى العملية المشتركة الهادفة إلى محاربة تنظيم الدولة. وفي الفيديو الأخير، الذي نشره تنظيم الدولة بتاريخ 26 أكتوبر\\تشرين الأول، قال كانتلي إن الرهائن الذين حاولوا الهرب تعرضوا للتعذيب عن طريق تقنية الإيهام بالغرق.
وفي 13 أكتوبر\\تشرين الأول، ناشدت شقيقة جون كانتلي الجماعة الجهادية لاستئناف الحوار مع العائلة، علماً أن والده، بول كانتلي - الذي توفي يوم 22 أكتوبر\\تشرين الأول – كان قد أرسل بدوره تسجيلاً مصوراً سجله في الثالث من الشهر ذاته وهو يرقد على سريره في المستشفى، مطالباً تنظيم الدولة بالإفراج عن ابنه.
يُذكر أن الدولة الإسلامية أعدمت المصور العراقي محمد رعد العزاوي ذبحاً أمام الملأ في العراق يوم 10 أكتوبر\\تشرين الأول لرفضه التعاون مع التنظيم، وهو نفس المصير الذي لقيه الصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتولف، اللذين أُعدما على يد الدولة الإسلامية في سوريا يومي 19 أغسطس\\آب و 2 سبتمبر\\أيلول على التوالي، حيث نُشر فيديو ذبحهما على شبكة الإنترنت.
حتى الآن، قتل تنظيم الدولة صحفيَين أجنبيَين في حين اغتال ثمانية إعلاميين سوريين وعراقياً واحداً. وبينما لا يزال جون كانتلي رهينة في أيدي الجماعة الجهادية، اختطفت هذه الأخيرة تسعة إعلاميين عراقيين في العراق، فيما لا يزال نحو عشرين من نظرائهم السوريين مفقودين أو في عداد الرهائن المحتجزين على يد مختلف الجماعات المسلحة، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.