الدولة الإسلامية تغتال الرهائن بشكل بشع وتكرس توجهاتها الدموية
تلقت مراسلون بلا حدود بحسرة وحزن وأسى نبأ ذبح الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، على يد عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يوم 19 أغسطس/آب 2014.
يُظهر شريط الفيديو شخصا ملثما يرتدي لباسا أسودا يقوم بذبح رجل في ثياب برتقالية شبيهة بتلك التي يرتديها معتقلو سجن جوانتانامو. وقد تبنت جماعة الدولة الإسلامية (داعش) بهذه الطريقة المقيتة اغتيال الصحفي الأمريكي جيمس فولي، وبررت ذلك بالرغبة في الانتقام بعد قصف القوات الأمريكية لمواقع الدولة الإسلامية في العراق. وأعلن البيت الأبيض أن مصالح الاستخبارات الأمريكية تعمل حاليا بقصد التحقق من صحة شريط الفيديو في أقرب وقت ممكن. وهددت داعش في الشريط ذاته باغتيال الصحفي الأمريكي الآخر ستيفن سوتلوف، الذي تم اختطافه في سوريا مطلع شهر أغسطس/آب 2013، إذا لم يضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حدا للضربات الجوية الأمريكية على العراق.
وقد صرح أمين عام مراسلون بلا حدود كريستوف دولوار بهذا الخصوص: إذا تأكدت صحة شريط تبني اغتيال الصحفي جيمس فولي، فإن ذلك يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية بلغ الحد الأقصى في صناعة الرهائن الدموية. ثم أضاف: لم يكن جيمس فولي يعمل لحساب الحكومة الأمريكية، بل كان مراسلا بتجربة كبيرة، وكان همه الوحيد هو المعلومة والخبر، لا مصالح جنسيته. ونعرب أمام هذا المصاب الجلل عن أصدق التعازي لأسرة الفقيد، ووالدته وأبيه، اللذين نعرفهما حق المعرفة، وأصدقائه. ونخلد كذلك ذكرى جيمس الذي وقف إلى جانبا من أجل دعم أسرة أحد أصدقائه، المصور الفوتوغرافي الذي لقي مصرعه في ليبيا.
وقد تم اختطاف المراسل جيمس فولي، 40 سنة، بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 شمال سوريا بالقرب من مدينة تفتناز. وقام بتغطية الأحداث في ليبيا سنة 2011، ثم كلف بتغطية الانتفاضة الشعبية في سوريا ضد بشار الأسد لحساب كل من الموقع الإخباري الأمريكي جلوبالبوست ووكالة فرانس بريس ومؤسسات إعلامية أخرى. ويعد أول صحفي أجنبي يتبنى تنظيم داعش اغتياله، في الوقت الذي سبق له اغتيال مواطنين-صحفيين سوريين خلال الأشهر الماضية.
وتحدث والدة جيمس فولي، ديان، في مقابلة حوارية شهر يناير/كانون الثاني 2013 عن شغف ابنها بتغطية الأحداث في سوريا وحبه الكبير لأهل هذا البلد. وكتبت في صحفة المطالبة بإطلاق سراح ابنها على فايسبوك: لقد وهب حياته لكي يرى العالم مدى معاناة الشعب السوري.
وتُذَكِّر مراسلون بلا حدود بوجود 3 صحفيين أجانب ضمن الرهائن في سوريا، بينما لم ترد أي معلومات أو أنباء بخصوص أربعة صحفيين آخرين. وتقوم المجموعات المسلحة باحتجاز 20 مراسلا (مهنيين وغير مهنيين) سوريا، وما زالت السلطات السورية تحتجز 30 إعلاميا سوريا على الرغم من العفو الذي أعلن عنه نظام بشار الأسد شهر يونيو/حزيران المنصرم. هذا ولقي 39 صحفيا مصرعهم في سوريا منذ اندلاع النزاع شهر مارس/آذار 2011 أثناء تأدية واجبهم المهني، من بينهم 12 صحفيا أجنبيا، وقتل كذلك122 مواطنا-صحفيا سوريا.