اعتداءات ضد قناة نسمة إثر عرض فيلم برسبوليس
المنظمة
تدين مراسلون بلا حدود الهجوم على قناة نسمة وتخويف موظفيها ومديرها
تدين مراسلون بلا حدود الهجوم على قناة نسمة وتخويف موظفيها ومديرها. وفي هذا الإطار، أعلن أمين عام المنظمة جان - فرنسوا جوليار: ما من سبب قد يبرر هذه الاعتداءات. من المحتمل أن يكون بث فيلم برسبوليس قد أثار بعض الحساسيات، ولكن هذا الحدث هذا لا يعطي الحق بتهديد مدير قناة تلفزيونية على هذا النحو. فإن حرية التعبير تعني أيضاً التسامح إزاء الأفكار المغايرة. وكانت قناة نسمة تملك الحق الكامل ببث برسبوليس.
تذكّر مراسلون بلا حدود بأن السلطات وحدها مخوّلة التحكيم في أي انتهاك لحرية الصحافة. لذا، تناشد المنظمة السلطات التونسية إدانة أعمال التخريب والتخويف التي ارتكبت ضد قناة نسمة وفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وتوقيف مرتكبي هذه الأعمال.
من شأن هذه الأحداث أن تظهر الحاجة إلى تبنّي قانون جديد للصحافة بالإضافة إلى قانون إعلام يحترم المعايير الدولية بما في ذلك المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صادقت عليه تونس. ويجدر بهذه الأحكام أن تلغي جنح إهانة الأديان وعقوبات السجن.
في 9 تشرين الأول/أكتوبر، حاول نحو 300 شخص الهجوم على مقر قناة نسمة الواقع في حي مونبليزير وجادة محمد الخامس إثر بثها منذ يومين فيلماً فرنسياً - إيرانياً من الرسوم المتحركة بعنوان برسبوليس للمخرجة مرجان ساترابي الذي يصف نظام الخميني من خلال عيون طفلة صغيرة. وتحرص المخرجة في هذا الفيلم أيضاً أن تبرز تصوّر الفتاة لله. وقد استتبع عرض الفيلم بحوار حول التطرّف الديني.
تدخّلت الشرطة بسرعة وفرقت المتظاهرين معتقلةً مئات الأشخاص. ويلاحق سبعة أشخاص قضائياً حالياً.
صباح يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر، تقدّم 144 محامياً بشكوى ضد الممثل القانوني للقناة وأحد المساهمين فيها (نبيل القروي) على أساس المادتين 44 و48 من قانون الصحافة (الذي لا يزال ساري المفعول باعتبار أن مشروع القانون المتعلق بقانون الصحافة الجديد لم يسن بعد) والمادتين 226 و226 مكرر من قانون العقوبات اللتين تعاقبان الإساءة إلى المعتقدات والآداب العامة والأخلاق العامة والإخلال العلني بالحياء. وسرعان ما فتح المدعي العام تحقيقاً أولياً. وبهذا، يواجه نبيل القروي الذي أدلى بأقواله في 12 تشرين الأول/أكتوبر حوالى الساعة الثانية من بعد الظهر عقوبة تصل إلى السجن لمدة ثلاث سنوات مع النفاذ.
تواصلت موجة العنف والترهيب. في 11 تشرين الأول/أكتوبر، اقتحم شخصان مكاتب القناة وأخذا يهددان بقتل الموظفين. وأحرقت سيارتان كانتا مركونتين أمام منزل نبيل القروي.
أثار بث هذا العمل الفني والهجوم على القناة جدلاً مشحوناً قبيل موعد الانتخابات المرتقبة في 23 تشرين الأول/أكتوبر. وقد نددت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بهذا الاعتداء فيما عبّرت الجمعية التونسية لمديري الصحف عن دعمها الكامل لقناة نسمة. أما الهيئة الوطنية لإصلاح المعلومات والاتصالات (INRIC) فأدانت كل أشكال العنف ومحاولات ترهيب الصحافيين. ومع أن بعض الأحزاب السياسية استنكرت الهجوم، إلا أن معظمها أدانت ما وصفته بالاستفزاز في الفترة السابقة للانتخابات.
في 11 تشرين الأول/أكتوبر، تقدّم نبيل القروي باعتذارات.
Publié le
Updated on
16.04.2019